مجلة تربوية إلكترونية للنقاش والحوار في مواضيع تربوية اجتماعثية، ثقافية، صحفية

السبت، 22 نوفمبر 2008

المؤسسات الخاصة للتكوين في المهن السياحية


المؤسسات الخاصة للتكوين في المهن السياحية
تساهم في تأهيل القطاع السياحي:

بشهد القطاع السياحي في المغرب ، في الآونة الأخيرة تطور ا ملحوظا،يمكن تلمس مؤشراته في عدد السياح الوافدين على بلادنا وارتفاع مدا خيل السياحة إضافة إلى انتعاش الخدمات السياحية وإقبال المستثمرين ، من جنسيات مختلفة، للاستثمار في هذا القطاع، مدعمين بالجهود التي تبذلها الدولة في هذا المجال، لبلوغ رهان 10 ملايين سائح، في أفق 2010 ، ولتلبية الطلب على الخدمات السياحية المتزايدة يحتاج الأمر مزيدا من التأهيل للأطر واليد العاملة المتخصصة في الخدمات الفندقية والسياحية. فكيف يتم مد سوق الشغل ، في هذا القطاع بحاجياته البشرية؟ وما آفاق التشغيل المفتوحة أمام الخريجين من مؤسسات التكوين المهني الفندقي والسياحي الخاصة؟
ƒ مؤسسات التكوين المهني الفندقي والسياحي الخاصة تدعم المهن السياحية بالأطر واليد العاملة المتخصصة لكن عرض فرص الشغل مازال يفوق الطلب:
يشهد سوق الشغل المرتبط بالخدمات الفندقية والسياحية بالمغرب،عرضا لفرص الشغل مازال يفوق الطلب ، فالعديد من مهنيي هذا القطاع يسعون، في إطار المنافسة التي يشهدها القطاع، إلى تطوير الخدمات المقدمة للزبناء وتجويدها للبحث عن التميز من أجل إرضاء زبنائهم ضمانا لكسب ثقتهم والمحافظة على سمعة المقاولة، وفي هذا الإطار فهم يعرضون فرصا للشغل بالنسبة للشباب المؤهل ، وخاصة من خريجي مدارس التكوين الفندقي والسياحي، فهم في حاجة إلى تقننيين في مجال الطبخ والمخبزة والحلويات وأعوان المطعمة وتقنيين في مهن الاستقبال والتنشيط وتسيير الفنادق والمطاعم الكبرى وتقنيين متخصصين في تسيير وإدارة وكالات الأسفار وأطر متخصصة في المهن السياحية الأخرى.
ولقد تنبهت وزارتي السياحة والتشغيل والتكوين المهني للخصاص في اليد العاملة والأطر المتخصصة في هذا المجال، مما دعاهما إلى فتح مؤسسات للتكوين المهني في هذا النوع من التكوينات عبر التراب الوطني، وكذلك تشجيع الخواص للاستثمار في التكوين المهني الفندقي والسياحي. غير أن ما تكونه هذه المؤسسات من المتدربين لحد الآن لا يستطيع تغطية العرض في هذا المجال، خصوصا وأن العديد من المتخرجين يجدون فرص الشغل ما زالت متاحة لهم في الخارج
( بلدان الاتحاد الأوربي والخليج العربي وغيرها) مما يجعلهم يفضلون الهجرة على العمل داخل الوطن.
ƒالمدرسة المحمدية الخاصة للفندقة والسياحة تساهم في التكوين المهني الفندقي والسياحي:
تعتبر المدرسة المحمدية الخاصة للفندقة والسياحة ، من بين مؤسسات التكوين المهني الفندقي والسياحي التي فتحت أبوابها بمدينة المحمدية في الموسم الدراسي الحالي 2008/2009 وتسعى إلى تكوين تقنيين متخصصين في المخبزة والحلويات وتقنيين في الطبخ وأعوان المطعمة ، كما تسعى إلى فتح شعب وتخصصات أخرى لمهن الفندقة والسياحة مساهمة بذلك في إنقاذ ثلة من الشباب المنقطع عن الدراسة وتمكينه من تأهيل مهني يمكنه من الاندماج في سوق الشغل ، وتساهم بذلك في مد القطاع السياحي باليد العاملة والأطر المتخصصة.
يتلقى المتدربون داخل هذه المؤسسة تكوينا نظريا وتطبيقيا كما يقومون بزيارات دراسية للمؤسسات الفندقية والمطاعم وغيرها، ويتوجون دراستهم بتدريب ميداني في نهاية السنة الدراسية. أما الشعب الدراسية فهي عديدة: تقنيات الطبخ والمخبزة والحلويات- الوقاية من التسمم الغذائي- التسيير والمحاسبة – الإعلاميات- تقنيات التواصل والتنشيط ، اللغات( الفرنسية ، الإنجليزية، الإسبانية، العربية) الجغرافية السياحية- قانون الشغل...إلخ.
وختاما أعتقد أن تشجيع الاستثمار في التكوين المهني على وجه العموم، والتكوين المهني الفندقي والسياحي، خاصة من شأنه ، أولا أن ينقذ العديد من الشباب المنقطع عن الدراسة من الضياع والتشرد ويوفر له فرصا للاندماج في سوق الشغل، كما من شأنه ثانيا أن يمد سوق الشغل بحاجاتها من اليد العاملة والأطر المؤهلة.

ميلود بكريم