مجلة تربوية إلكترونية للنقاش والحوار في مواضيع تربوية اجتماعثية، ثقافية، صحفية

الجمعة، 15 فبراير 2008

التعاون بين المدرسة والمجتمع لترسيخ ثقافة المواطنة



اتجه المغرب نحو ترسيخ وإشاعة مبادئ ثقافة حقوق الإنسان، وبناء المجتمع الديمقراطي الحداثي، بإقدامه على المصادقة على معظم الاتفاقيات الدولية، التي لها صلة بحقوق الإنسان، والعمل على إرساء أجهزة وآليات ضمان احترام هذه الحقوق. غير أن تعميم التربية على حقوق الإنسان، الذي من شأنه أن يحقق ويفعل المواطنة على كل المستويات، ولدى كل الشرائح والفئات الاجتماعية، وخاصة لدى الأجيال الجديدة من المواطنين، يحتاج إلى مزيد من تعاون وتضافر جهود المؤسسات المعنية في هذا المجال : الأسرة، المدرسة الإعلام مؤسسات المجتمع المدني...
واعتبارا لكون المدرسة فضاء لحياة اجتماعية ، تتشكل ضمنها مجموعة من الأنشطة المعرفية والقيمية والمهارية، والمشاركة الديمقراطية، التي تستهدف تكوين شخصية التلميذ، وتعزيز إيمانه بإمكاناته الذاتية واستقلاليته، وتدعيم مبدأ احترام الآخر،، وتطوير معنى المسؤولية الاجتماعية، في سياق من التعاون والتآزر والتضامن، الذي من شأنه أن يثبت قيم المواطنة ويرسخها، فهي ، أي المدرسة ، بهذه المواصفات، أنسب فضاء لاكتساب وترسيخ مبادئ حقوق الإنسان وقيم المواطنة.
وقد أدركت جمعيات المجتمع المدني، التي تنشط في مجال التربية على حقوق الإنسان، وترسيخ ثقافة المواطنة، ما يتيحه فضاء الحياة المدرسية من إمكانيات الاقتراب من التلميذ واستثمار قدراته ومؤهلاته، وتمكينه من فهم محيطه، وبالتالي ترسيخ القيم الديمقراطية المبنية
على حرية التفكير والرأي والتعبير.
وشعورا من هذه الجمعيات بالتقاء أهدافها وتقاربها مع أهداف المؤسسة التعليمية، في مجال ترسيخ ثقافة المواطنة لدى الأجيال الجديدة ، فقد سعت إلى الانفتاح على المؤسسة التعليمية، وعقد شراكات تربوية للتعاون في هذا المجال مادام الهدف واحدا، هو التربية على حقوق الإنسان وترسيخ السلوك المدني.
ومن بين الجمعيات الرائدة في هذا المجال، والتي تستحق التنويه على أنشطتها التربوية داخل فضاء المؤسسات التعليمية، المركز المغربي للتربية المدنية الذي يرأسه الأستاذ العربي عماد رئيس الشبكة العربيةللتربية المدنيةالتي تضم أزيد من عشر دول عربية من بينها المغرب.
يرتبط المركز المغربي للتربية المدنية بالأكاديميات والنيابات بمجموعة من اتفاقيات الشراكةوالتعاون، تمكنه من تنظيم أنشطة للتدريب والتكوين لفائدة الأساتذة بالتعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي التأهيلي، كما يشتغل في إطار ورشات لتمكين المتعلمين من اكتسابمهارات أساسية لها صلة بالمواطنة والسلوك المدني، وفق بيداغوجية تفاعلية تجعل المتعلم ينمي رصيده الثقافي في مجال حقوق الإنسان والتربية على المواطنة، من خلال تحفيزه لإبراز مهاراته وقدراته في هذا المجال ، وذلك بتنظيم مسابقات ثقافية، إبداعية تدفع المشاركين من المتعلمين إلى التواصل بشكل جيد مع هذه الأنشطة التي تصب في النهاية في ترسيخ السلوك المدني لدى الأجيال الجديدة بجعلهم يتشبعون بمبادئ المواطنة وحقوق الإنسان بصفة عامة.
فما أحوج مؤسساتنا التعليمية إلى تكثيف مثل هذه الأشكال من العاون والانفتاح على مثل هذه المراكزوالجمعيات لاستفادة ناشئتنا من أنشطتها التربوية التي تستهدف تنمكية الحس الوطني لديهم، وترسيخ ثقافة الحوار والتسامح والتعايش وقبول الاختلاف، خصوصا في ظرفية متميزة، نؤسس فيها صرح المجتمع الديمقراطي الحداثي المتشبع بحقوق الإنسان في أبعادها الكونية.
ميلود بكريم
مفتش تربوي سابق مهتم بالمجالات التربوية

ليست هناك تعليقات: